لا أعرف متى بالتحديد إستقر هذا التشبيه في ذهني، ولا أعرف إن كان هو حقيقه أو سيوشك على أن يكون حقيقة أم هي مجرد أوهام ... لكن ما أعرفه هو أنني وجدت هذا التشبيه منطقي، على الأقل لي ..بالأمس قرأت كلمة لإحدى مؤسسات التيار المصري والتي كانت تنتمي لتنظيم الإخوان ثم فارقته لأسباب سياسية ولكنها ما زالت إخوانية العقل والقلب والمنطق .. تقول فيها إنها عادت لتوها من التحرير وأكتشفت أن الميدان يضم على فريقين أولهما وأكبرهما وأعظمهما هم أخوتها السابقون في التنظيم ، و الجزء الآخر الأقل قدراً وعدداً هم "البلطجية" ؛ رافضة أن تنعتهم بالمتظاهرين لأنهم كانوا في غير وعيهم وكانوا يسبون شباب الإخوان التقي النقي بأقذع الشتائم بل كانوا يضربونهم بالجزمة على حد تعبيرها ، إلا أن شباب الإخوان كانوا يواجهون الإساءة بقلب سمح وفكر راق وكانوا يحمون المنصة من أيدي البلطجية حتى لا يفتكوا بها .. وهنا تنفلت عن لسانها جملة خطيرة "شعبة واحدة من الإخوان يقضوا عليهم كلهم" .. الأخت لم تدرك إنها بهذا القول قد صرحت بأن الإخوان لديهم قوة ضاربة وأنهم يستطيعون أن يقذفوا الرعب في قلوب البشر من المعارضين .. ولكنهم حتى الآن يستخدمون مع الآخرين أقصى درجات ضبط النفس لكن عند اللزوم سيقومون بما يريدون فيمن يريدون وقتما يريدون مما أعاد إلى الأذهان مشاهد العرض القتالي الذي أداه طلبة الإخوان في جامعة الأزهر من عدة سنوات ...سابقة أخرى في الجماعة وهي عند إعلان أبو الفتوح ترشحه للرئاسة وتركه لجماعة الإخوان ... أتذكر غضب فضيلة المرشد ومكتبه على أبو الفتوح وإنفلات التصريحات بأنه خان العهد مع الجماعة ومع الله ... فلسان حال الجماعة هو "فلنختلف في الداخل ولا نأخذ الخلافات للخارج". وهذا في حده يثير التساؤلات إذا كانت الجماعة جماعة سياسية فليأت من يأت وليرحل من يرحل ما داعي لكلام خيانة العهد والقسم ... وما هو طبيعة العهد وما هو حقيقة القسم .تأملوا معي بعد الموجة الأولى من الثورة في يناير 2011 وحين جاءت الفرصة والدعوات للجماعة أن يشهروا جمعيتهم لتصبح علنية تخضع تمويلها ونفقاتها لإشراف الدولة .. فإذا بهم يتملصون و يرفضون بل ويتهمون غيرهم بالتمويل الأجنبي والمصادر المشبوهة!!تصوروا ما فعله صبحي صالح من تصريحات -أخطأ في جعلها علنية- حين قال بأن الإخواني لا يتزوج إلا واحدة من الأخوات .. وتأملوا ما كان من الأخ صبحي في لجنة تعديل الدستور من إصرار على التقاء العرقي للمرشح لرئاسة الجمهورية بأن لا يكون له صلة مع أجانب أو جنسيات أجنبية من أي جهة ... تأملوا فدرتهم على التعايش والبقاء والتأقلم فلم ينتهوا من مصر كما أنهاهم الأسد في سوريا ، كانت هناك تفاهمات بين الأمن ومكتب الأرشاد .. كان لكل منهم حد لا يستطيع تجاوزه ... كان إعتقال المرشد خط أحمر وكان الحديث عن مبارك خط أحمر بل أحياناً كانت هناك بعض التصريحات تنفلت عن جكمة مبارك ... وبغض النظر عن ما قاله دفاع العادلي فإني أجد ما قاله له وجه منطقي -سأوضحه لمن يريد- خصوصاً أنهم أول من هرعوا للتفاوض مع عمر سليمان وكأنهم يحفظون طريقة اللعب التي يطبقونها لعقود دون فهم .. الجماعة أيضاً تنفي وجود التنظيم العالمي أو ميليشيات مسلحة على الرغم من قرائتي لخبر على موقعهم بأنهم تكفلوا بحماية قسم للشرطة والدفاع عن ضباطه ضد بلطجية مسلحين ... فبماذا دافعوا .. وكيف صدوا هجوم لم تستطع الشرطة صده ؟؟ لكن من يدري ..
أما المشبه به فهم جماعات " المافيا".. الإيطالية منها بالتحديد!!
"فنظام العائلات المتشعب والمتفرع داخلها يذكرنا بهذا ؛فستجد عائلات عتيدة وعائلات حديثة العهد ولكل مقامه .. ستجد ال"أوميرتا والقسم الذي لا يعرف عنه أحد الكثير والذي تتخلله طقوس متعددة .. فلا يمكنك الخروج من المافيا على قدميك !!
تعرفون أيضاً أنه على عضو المافيا أن يتزوج من فتيات الأعضاء الآخرين وأن ينجبوا أبناءاً غاية في النقاء ... فإن لم يكن عضو المافيا صقلي الأصل والمولد فهو يكون ذو مرتبة أدنى حتى لو كان إيطالياً ولا يمكنه بلوغ المرتبات العليا في الأسرة ..
والأهم هنا هو مفهوم الأب الروحي أو عراب الأسرة ... الدون .. والذي لا ترد كلمته في كبيرة أو صغيرة بل ويقبل الجميع يده أو خاتمه في طقس شرقي أصيل ...
ستجد أيضاً وجهين للمافيا .. الوجه الذي يظهر لمعظم العامة وهو الوجه الطيب الخدوم الذي يحل أزمات الفقراء وأبناء الحي مقابل خدمة يحددون هم مكانها وزمانها وطبيعتها .. قد يكون صوتاً إنتخابياً .. ووجه آخر ألا هو وجه السرقة والقتل والترويع والتجارات المشبوهة !!لم تندثر المافيا رغم ما واجهته من تحديات جسام ودكتاتورية قوية .. تلاعبت المافيا بأعدائها وتأقلمت لتخرج أقوى في كل مرة .تنكر المافيا أصلاً وجود المافيا !! حتى أشهر أبطالها وهو آل كابوني كان يقول إنه تاجر أثاث شريف !!
إلا أن المافيا لديهم ميزة ألا وهو مبدأ ال"فنديتا" أي الثأر فعند إراقة دماء واحد من أبناء العائلة لا تهدأ حتى تثأر لدمه ويكون الثأر بطريقة بشعة ومروعة ليعلم الجمبع من يعبثون معهم ... ولا يقبلون الدية أو يحرضون عليها !!
أما على المستوى الأرقى فقد قامت المافيا بتشكيل حكومات والقضاء على حكومات وتحكمت في مصائر البلاد والعباد وأبلغ دليل هو السيد بيرلسكوني الذ كان فساداً يمشي على قدمين وفضائحه تهز العالم ومع ذلك كان يستمر في الحكم ...
من هنا ترسخ المفهومين الذي ينطبقان جلياً على المشبه والمشبه به واللذين أجدهما التفسير المنطقي لما يحدث
It's not Personal,It's only Business
It's only Crime if you got caught,otherwise..It's only Business
!!فهل آن الأوان لنشهد قيام المافيا المصرية ؟؟
It's only Crime if you got caught,otherwise..It's only Business
!!فهل آن الأوان لنشهد قيام المافيا المصرية ؟؟